وذكر البيان أنه "في الوقت الذي تود فيه اللجنة الإشادة بما بذله المشاركون من جهد في إنجاز نصوصهم التي تقدموا بها إلى هذه المسابقة، فإنها تود الإشارة إلى أنها تعاملت مع كل النصوص من موقع المتقبّل تماماً لكل صيغ كتابة القصيدة العربية. وكانت فنّية العمل، بِغَضِّ النَّظَرِ عن مصدر موسيقاه، هي الأساس. كما أن اللجنة لم تتساهل في تقويم النصوص انطلاقاً من كونها للشباب، بل شملت تقارير أعضاء اللجنة تعقيبات صارمة لا تخلو من قسوة على مستويات عدة".
وأضاف البيان: في هذا السياق، تود اللجنة تقديم الملاحظات التالية: شاب الكثير من المخطوطات جهل بقواعد اللغة العربية، وبتراكيب الجملة العربية، إضافة إلى أخطاء طباعيّة ولغويّة وإملائيّة، وعليه توصي اللجنة الكتاب المشاركين بعرض أعمالهم على مدققين لغويين قبل التقدم بها إلى المسابقة؛ يتفاوت المشاركون في مسابقة الشعر في الموهبة، والمقدرة على التعبير، والطاقة على التخيل، والسلاسة في الأسلوب، والرهافة في تذوق الصورة قبل تبنيها في النص. فجاءت بعض المخطوطات شديدة الضعف، وتخلط ما بين فن الشعر والخواطر، بعيداً عن الشاعرية، أما الأغلب فمن المستوى المتوسط. لكن هناك عدداً من المجموعات الواعدة، التي تحمل نفساً شعرياً مؤكداً، ويملك أصحابها الموهبة والمقدرة على التعبير عنها؛ تنوعت نصوص المجموعاتِ الشّعريّة المشاركة بين فنون الشّعر كلّها: قصيدة الشّطرين؛ قصيدة التفعيلة؛ قصيدة النّثر. وهذا التنوُّع في الفنون الشّعريّة، وإقبال الشّباب على الكتابة فيها، كلّها أيضاً، مؤشّران إيجابيّان على أنّ السّاحة الثقافية الفلسطينيّة ساحةٌ واعية، وهي ديمقراطيّة (بمفهوم من المفاهيم)، ولا تجسِّدُ تيّاراً واحداً، ولا تُلغي أو تقصي أو تهمّش، من شاءَ فليكتُب، وليكتُب ما يشاء؛ تمثل نصوص بعض المجموعات الشّعرية المشاركة النّقيضَين في الفكر: بعضُها يمثّل التّيّار التقليديّ، وبعضها الآخر يمثّل التيّار الحداثيّ، وهذا ظاهرٌ من بعض النّصوص التقليديّة الوعظيّة المنظومة نظماً، ومن نصوص أخرى تمارسُ الكتابةَ المضادَّة؛ وهذه ظاهرةٌ أخرى إيجابيّة تُحسبُ للسّاحة الثقافية والأدبية والفكرية الفلسطينيّة.
جائزة الشعر لـ أسماء عزايزةوأعلن البيان أن جائزة الكاتب الشاب في حقل الشعر لهذا العام، تذهب إلى المجموعة الشعرية "ليوا" لأسماء عزايزة (دبورية/ الناصرة)، مع توصية بالنشر، وذلك لأنها مخطوطة مبدعة تنمُّ عن موهبة يمكن أن تتضح أكثر وأكثر في كتابات قادمة، وتقدم صوتاً أنثوياً فيه فرادة في شعرنا العربي والفلسطيني، بعيداً عن فحولة القصيدة وذكوريتها، هذا الانفتاح والتعاطي مع التراث الأدبي العالمي، واختلاط الأنا بحبيبها وعدوها في آن، وهذا الخيال اللغوي والعمق النفسي الذي يحول المثل الشعبي إلى فلسفة وحكمة أبدية، حيث تلامس قصائدها القصيرة، الغموض أحياناً، لكنها لا تنغلق على الفهم في صور غنية جداً، ولغة شديدة العصرية متماسكة وسليمة. إنّ قصائدَ هذه المخطوطة مُتقَنةُ اللغة والإيقاع الدّاخليّ والصّورة، فهي موجزة وكثيفة وتعتني بالتفاصيل الصّغيرة.
وأشادت لجنة التحكيم بقوة مع التوصية بنشر مخطوطة أقل مجازاً لـ داليا طه (رام الله)، وذلك لأنها "بين المجاز وبين انكسار المجاز" تقف هذه الشاعرة الرقيقة وتطلق سراح المنطق والعقلاني بهدوء في سماء الحس، وأحياناً تصيب الشطح والشتات الشعري الرائع. وهذه المخطوطة التي هي تكريم وإهداء لمحمود درويش بصورة بلاغية إبداعية حقيقة، لا تعاني من التقليد، بل لها صوتها الخاص وكيانها الثابت، وتنبئ عن حضور أنثوي مهم، يعلمنا ما ينقص آذاننا من استماع، وكاتبتها تتمتّع بتجربة جيّدة ظاهرة في تشكيل قصيدتِها: لُغةً وإيقاعاً وصُورةً، وهي إلى ذلكَ كلّه تتميّز بمتانة اللغة وجمال التّراكيب. ولو أنّ الكاتبة خلّت قصائدَها من بعض الهناتِ في اللغة، ولو أنّها جعلت نصوصَها أكثرَ كثافةً، لكانت هذه المخطوطة ممّا يُنظرُ إليه بعينٍ أُخرى".
ونوهت بالمخطوطة الشعرية حجاب لـ أنس أبو رحمة (بلعين/رام الله)، وبالمخطوطة الشعرية خربشات على جدار الذكريات لـ علي أبو عرّة (رام الله).