ولدتُ على سفح قاسيون
انتزعت من الدنيا أحلامًا
في يقظتي ومنامي
من بينها
أن أظلَّ واقفًا على رأسه
كجندي أشوس
وأن أسلخ جناح الغراب بهمة جزار
إذا ما أطلّ يومًا من شباك بيتي
اليوم
أنزل مخلوعًا من أدرعي ومتاريسي التي
صنعها حدادون وهميون في سوق الحميدية
اليوم دقّت الحربُ
رحل الحدادون وتركوا حديدهم
يبرد على المساطب
الحرب لا تعدُّ ضحاياها
إنها تعدُّ لهم التراب فحسب
غرفةٌ معتمةٌ
أنقل إليها عتادي الذي
من غبارٍ ومن دمٍ يصرخُ
وشريطَ ذكرياتٍ
معلقًا على ألواح حديدية باردة
يقف خلفها جندي
لا زال يحلم بجناح الغراب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق