27‏/10‏/2009

سَيْل



انتهت الصحراء؛

القصّاصون جرّوا أكياس الرمال وأفرغوها في رأسي.

أرشدوا الريح إليّ كي يلقّح الصبار أصابعي.


انتهت الصحراء وسالت.


ولكنّ الواحات التي نسيها النهر فيها اختفت فجأة

ولم يدلقها أحدٌ في جوفي.

فالقصّاصون لم يجتهدوا ليجدوا أواني الماء

ولا لإقناع غيمةٍ بأن مدىً أكرم ينتظرها


الصحراء في رأسي تنتظر القوافل،

والقوافل تمر في ذاك الفراغ

دون أرض أو دليل.



الصورة: "سيل"، أيضًا، في أحد أسواق فلسطين


لا أحد، وصورتك


لا أحد يحتاجك الآن


لا القطارات المسرعة الضاجّة على يومياتك

تطلب منك تلميع الحديد.

لا الصيادون في آخر ساعات الصيد

لتضيء لهم موجةً وتمضي.


لا أحد يحتاجك اللحظة

وأنت تتأنّق لاستقبال نهاياتك،

وأنت تدسّ ذكرياتك في جيبك

وتظهر نرجسةً على فتحتها.


لا أحد سيلتفت إليك إن صرخت

بأعلى صوتك: "مرحى بالفصول المنتهية

مرحى بي أنا المتجدّد وأنا أضرب رأس الماضي وأغميه".

أو حتى إن قلت: "سأتنازل عن دور البطل حتى لا تلتهمني النهاية،

وإن أجبرتُ على التفرج، سأقتل الراوي".


لا أحد يحتاجك الآن

سوى صورتك القاتمة.